من المؤسف أن الدولة في رؤيتها لعام ٢٠٣٠ لم تضع في حسبانها أهمية تأسيس معهد متخصص في مجال السينما والتلفزيون والمسرح ..لذلك لا نرى حتي اليوم أي خطة ضمن خطط وزارة الإعلام ودائرة الثقافة والآثار لعام ٢٠٢٠تشير إلى إنشاء هذا المعهد الفني .. إذ يمكن للدولة تأسيس مثل ذلك المعهد بها لتطوير الحركة الفنية ونقل الحركة الفنية من الهواية إلى الاحتراف والتقدم الفني.
إن المسؤولين في البحرين يهتمون بالتاريخ والتراث ..إلا أن الاهتمام بتطوير المواهب الفنية وتدريسها الأساليب الحديثة في ممارسة فنون السينما والتلفزيون المسرح هو أيضاً هام جدا من الناحية الحضارية.
بينما نجد الدول المتحضرة مثل أوربا أو أمريكا وكوريا الجنوبية والهند ويأتي بعدها بعض الدول العربية مثل مصر وسوريا وتونس والكويت تهتم اهتماماً كبيراً بإنشاء هذه المعاهد الفنية المتخصصة ..لانهم يؤمنون أن تقدم الدولة حضارياً لا يكمل إلا بهذا الاهتمام .
أن هذا النوع من المشاريع يستطيع أن يكون مصدر دخل كبير لتنمية ميزانية الدولة. .إذ يمكن أن يحدث ذلك من خلال إنتاج الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والأعمال المسرحية مثلما نرى في دول أوربا وأمريكا وفي كوريا والهند وغير ذلك من الدول المتقدمة .
ولكي نصل إلى ما وصلت إليه تلك الدول من مستوى رفيع جدا في التمثيل والإخراج والتأليف وبقية جوانب الأعمال الفنية .
فإن على الدولة القيام بتأسيس معهد للتمثيل والإخراج والتصوير والتأليف وغير ذلك من مستلزمات الأعمال الفنية في السينما والتلفزيون والمسرح ..أو تشجيع القطاع الخاص بالقيام بهذه المشاريع بدعم من الدولة بحيث تدخل كشريك في هذه الأعمال الفنية والثقافية ..لمساندة هذه المشاريع الضخمة وتطوير مستوى التمثيل لكي يصبح طبيعياً لا متصنعاً كما هو في معظم الأعمال الفنية في الدول الخليجية سواء كانت مسلسلات تلفزيونية أو أفلام سينمائية أو مسرحيات .
ولإن الكويت بادرت منذ الستينيات وقامت بتأسيس معهد للتمثيل وجاءت بقامة كبيرة في التمثيل المسرحي وهو "زكي طليمات "من مصر .. ليدير ذلك المعهد فقد تقدمت الكويت بين الدول الخليجية كثيرا وأصبح لديها قامات رائعة في التمثيل الطبيعي في مجال الدراما والكوميديا ..ولا ننسى الممثل الكويتي المسرحي والتلفزيوني الرائع الراحل عبدالحسين عبد الرضا الذي لا يعوض في اسلوبه الفكاهي وهناك عدد من الممثلين الرائعين والممثلات في الكويت مثل سعد الفرج وعلي المفيدي و خالد النفيس وغانم الصالح وعبدالرحمن النمش رحمة الله عليهم والفنانات القديرات سعاد عبدالله بمسلسلاتها الهادفة مع حياة الفهد ومريم الغضبان ومريم الصالح ومسرحياتهن مع زملائهن اللذين ذكرتهم .
لذلك يجب أن يكون مثل هذا المعهد وأفضل منه في البحرين لتطوير الحركة الفنية.. كما أرجو أن يبتعد المسرح البحريني عن المسرحيات الرمزية لأنها صعبة الأداء وبحاجة إلى مواهب رائعة لكي تجيد تمثيلها .. ولا أعتقد أنها متوفرة اليوم في ممثلي المسرح البحريني بإمكانياته المحدودة جدا في مجال التمثيل والتأليف والإخراج.